الاثنين، 1 أبريل 2013

3:20 ص
تحتوي نواة كل خلية في جسم الإنسان على مورثات تشرف و تسيطر على وظائف هذه الخلية و عملها و غذائها و انقسامها و موتها ، و لكل خلية نمط معين من الحياة تحدده مجموعة من المورثات الخاصة تشرف على عملية الانقسام أو شيخوخة و موت الخلية و تدعى مجموعة هذه المورثات بمورثات الموت المبرمج .
و تضبط هذه المورثات عمل مورثتين مسؤولتين إما عن الانقسام و التكاثر أو عن إيقاف ولجم هذا التكاثر .
المورثة الورمية التي تنشط النمو و التكاثر و الانقسام
المورثة الكابحة للورم و هي المورثة التي تقي من حدوث الورم و تعمل مجموعة هذه المورثات بشكل منتظم و متوافق بشكل يضمن سلامة ووظيفة النسج والخلايا ومن برنامج محدد لكل نسيج فمثلاً تشرف هذه المورثات على نسيج بطانة الرحم ليتبدل كل 28 يوم كما أن النسيج يفترض ألا يتجدد بعد الولادة لذلك نجد أن المورثة الورمية متوقفة عن العمل فيه
هذه الأمور تحدث في حال سلامة و انتظام عمل المورثات لكن ماذا يحدث لو تعرض عمل هذه المورثات لخلل بحيث زاد عمل المورثة الورمية أو تعطل عمل المورثة الكابحة ؟
الجواب سيكون هو حدوث الورم .

فالورم هو تكاثر عشوائي و غير مضبوط للخلايا بحيث تفقد الخلية قدرتها على الموت فتنقسم في جميع الاتجاهات دون وجود من يلجمها أو يقيد تكاثرها . و لكن هذا الورم الناشئ ليس بالضرورة أن يكون خبيثاً فيلزمه بعض التغيرات في بنية الخلية حتى يتحول إلى ورم خبيث و يكون هذا الورم الخبيث في بدايته متواضعا في مكانه ، ومع مرور الوقت و حسب شدة خباثته يبدأ بالانتشار و التوسع و الانتقال إلى مناطق بعيدة معطياً النقائل الورمية التي حين وجودها يعني التقدم في مرحلة الورم و صعوبة و تعقيد بالعلاج .
فالسرطان إذاً لا يبدأ دفعة واحدة إنما هناك عدة مراحل يمر بها و هذه المراحل تحتاج إلى زمن قد يمتد لسنوات ، و السرطان إذاً هو داء يصيب مورثات الخلية فيؤدي إلى تكاثرها و هذا لا يعني انه داء وراثي بالضرورة .
أسباب السرطان 


إن الأسباب الحقيقية المؤدية إلى السرطان لا زالت مجهولة إلى حد ما و لكن هناك عوامل تساعد أو تهيء للسرطان و هذه العوامل هي:
1- الوراثة :
إن معظم السرطانات المعروفة و الشائعة لا تنتقل عن طريق الوراثة إنما تكون حالات فردية لا علاقة للوراثة بها و لكن الأبحاث أثبتت دور الوراثة في بعض الأورام و أهمها ورم أورمة الشبكية في العين التي تورث في أغلب الأحيان من الأب لأبنائه و ليس بالضرورة إلى جميعهم و هي تصيب العينين معاً
داء البوليات الكولونية العائلي الذي يورث إلى الأبناء و يتحول إلى سرطان كولون .
2 -التدخين :
يطلق التدخين حوالي 3000 مادة تحوي مواد عديدة لها علاقة مباشرة مع السرطان أهم هذه المواد هي المسماة البنزبرين كما يقوم التدخين بإحداث تبدلات كبيرة على بشرة القصبات خاصة تحولها من بشرة تنفسية تقوم بعملها التنفسي إلى مجرد بشرة ساترة لا نقوم بأي عمل و هذا التغير يعتبر تغير قبل سرطاني و لا يحتاج إلا لخطوة واحدة ليتحول إلى سرطان .
3- طبيعة الغذاء :
تشير الدراسات المجراة على الغذاء إلى علاقة بعض أنواع الغذاء كالدسم و الكحول بالتأهيب للسرطان خاصة سرطانات المعدة و الأمعاء بينما الخضار و البقول و الألياف تقلل من حدوثه.

4 - الحمات الراشحة (الفيروسات) :
لقد ثبتت وجود علاقة بين بعض الحمات الراشحة وبعض أنواع السرطان و هي :
حمة ابشتاين بار لها علاقة بنشوء سرطانات البلعوم الأنفي في الصين و ليمفوما بيركيت في إفريقيا المدارية
حمى الحلاء البسيط النموذج 2 (الهيربس ) لها دور بنشوء سرطان عنق الرحم
حمى التهاب الكبد النموذج ب لها دور في سرطان الكبد .
5 - الممارسات الجنسية :
لوحظ ازدياد الإصابة بسرطان عنق الرحم بعد انتشار الحرية الجنسية و استخدام مانعات الحمل و تعدد الشركاء الجنسين كما لوحظ ازدياد احتمال الإصابة بهذا النوع من السرطان إذا بدأت الفتاة حياتها الجنسية بشكل مبكر كما وجد علاقة بين سرطان الشرج و الممارسات الجنسية الشاذة .
6 - الأشعة :
هناك علاقة بين الأشعة و سرطانات الجلد و الدم و الغدة الدرقية .
7 - التوزع الجغرافي :
لوحظ ازدياد بعض أنواع السرطانات في مناطق من العالم و قلتها في مناطق أخرى
8 - المهنة و التلوث :
فهناك مواد مسرطنة يتعرض لها الإنسان سواءً في عمله أو في البيئة الملوثة .
الاستعداد للاصابة بالأورام
يحمل بعض الناس صفات أو عادات أو أمراض تعرضهم لخطر حدوث السرطان أكثر من غيرهم و هذه العوامل و الإصابات التي قد ينشأ بسببها هي :
الرئة
1- التدخين - التلوث
الثدي
1- وجود وجود حالة مماثلة في العائلة لسرطان الثدي خاصة أم أو أخت .
2- وجود سرطان سابق في أحد الثديين قد ينذر بحدوث الآخر .
3- التأخر في الإنجاب كأن يكون أول حمل بعد الخامسة و الثلاثين.
عنق الرحم
1- بدء النشاط الجنسي في سن مبكرة.
2- تعدد الحمول .
3- الحمل الأول في سن مبكرة .
4- تعدد الشركاء الجنسيين .
المثانة
1- عمال الصباغة و الطباعة المعرضين للأنيلين.
2- الإصابة بالبلهارسيا .
الجلد
1- التعرض الشديد لأشعة الشمس خاصة أصحاب البشرة البيضاء.
الكبد
1- الإصابة بفيروس التهاب الكبد النمط ب المزمن.
2- تشمع الكبد.
القولون والمستقيم
1- داء السليلات العائلية.
2- التهاب القولون القرحي المزمن .
3- وجود حالة مماثلة في العائلة .
المعدة
1- التهاب المعدة الضموري .
2- فقر الدم الخبيث (كبير الخلايا ) .
الفم والبلعوم
1- التدخين و مضغ التبغ .
2- العمال الذين يتعرضون للأسبيستوس و اليورانيوم .
المرئ
1- التدخين .
2- الكحول .
الغدة الدرقية
1-التعرض لاًشعة الشمس
الدم
1-التعرض لاًشعة الشمس
2- العلاج الكيماوي للأورام.
جسم الرحم
1- عدم الإنجاب .
2- تأخر حدوث البلوغ و الطمث .
3- البدانة .
4- حدوث سرطان ثدي أو قولون أو مبيض .
5- عدم الانتظام في هرمون الأستروجين .
المبيض
1- تأخر حدوث سن اليأس .
2- عدم الزواج و عدم الإنجاب.
3- وجود حالة مماثلة في العائلة.
الأعراض المنذرة بحدوث السرطان
يمكن من خلال الانتباه لهذه الأعراض و مراجعة الطبيب كشف الكثير من الأورام بصورة مبكرة و بالتالي ارتفاع خطوط المعالجة و الشفاء و ينبغي العلم أن هذه الأعراض ليست بالضرورة أعراض مرض خبيث و لكنها في نفس الوقت قد تكون الإنذار الأول بحدوث الخبث و الأعراض هي :
أ‌. نقص غير مقصود في الوزن يتجاوز الـ 10 % من الوزن خلال 6 أشهر
ب‌. تغير في عادات التغوط أو التبول
ت‌. صعوبة في البلع أو عسر هضم حديث .
ث‌. سيلان أو نزف غير طبيعي من فوهات البدن .
ج‌. كتلة أو تسمك في أي مكان من الجسم و خاصة الثدي عند المرأة .
ح‌. تغير في لون أو حجم خال أو شامة .
خ‌. بحة أو سعال مزعج لا يستجيب للعلاج خاصة إذا ترافق مع نفث دم .
د‌. تقرح لا يستجيب للعلاج خلال 20 يوم
ذ‌. تعرق ليلي غزير و غير طبيعي .
مرحلة الورم
و تعبر عن مدى تقدم و استفحال الورم و بالتالي تحديد إنذاره و من الضروري معرفة مرحلة الورم قبل البدء بالعلاج لتحديد نوعيته .
و إن المراحل المتقدمة تعبر عن إنذار سيئ بالنسبة للاستجابة للعلاج و الشفاء على عكس المراحل الأولى.
و لتحديد مرحلة الورم ينبغي الحصول على العديد من المعلومات عن حجم الآفة و العقد الليمفاوية المصابة و الانتقالات البعيدة و تصنيف هذه المعلومات حسب التصنيف المعتمد عالمياً TNM حيث T هو الحرف الأول من TUMOR و تعني الورم و يقصد بها حجم الورم و اتساعه و كلما كبر الورم ساء الإنذار .
أما N فهو الحرف الأول من NODE و تعني العقد و يقصد بها إصابة العقد الليمفاوية و كلما ازداد عدد مجموعات العقد المصابة ساء الإنذار
وأخيرا M و هو الحرف الأول من Metastesis و تعني الانتقال و يقصد بها الانتقالات البعيدة و وجود انتقال بعيد يعني إنذار سيئ و وفق هذه المعطيات الثلاث يتحدد الإنذار و العلاج
انتشار الأورام
تمتلك الأورام الخبيثة ميزة خاصة بها و هي الانتقال و الانتشار إلى مناطق غير التي نشأت فيها و يكون ذلك بأن تترك بعض الخلايا الورمية الورم الأصلي و تسير مع الأوعية الدموية أو الليمفاوية و تستقر في مكان آخر و تبدأ بالتكاثر .
و هناك أورام أكثر ميلاً من الأخرى للانتقال بصورة مبكرة جداً و يمكن أن تسبق أعراض الانتقال الورم الأصلي فيشكو المصاب منه ، و عند الفحص يتبين أنه انتقال يوجه نحو الورم الذي نشأ منه .
و هناك مناطق معينة ينتقل إليها الورم بحسب نوعه و المكان الذي نشأ منه و لعل العقد الليمفاوية القريبة التي تقع حول المنطقة المصابة هي الأكثر عرضة للانتقال كما أن الرئة و الكبد يعتبر من المناطق التي تختارها الكثير من السرطانات لتنتقل إليها
و لكن يبقى الانتقال الأخطر هو الانتقالات إلى الدماغ التي قد تضغط على مراكز حساسة محدثة آثار خطرة قد تؤدي إلى الوفاة خاصة إذا كان الانتقال إلى مركز التنفس .
و سنعرض بعض الأورام الشائعة و المناطق التي تنتقل إليها بشكل مختار أكثر من غيرها
نوع السرطان: الرئة
أكثر أماكن الانتقال : الجنب – المنصف – غدد المنطقة الليمفاوية – الكبد –العظام - الدماغ - الكظر – أعصاب المنطقة
نوع السرطان: الثدي
أكثر أماكن الانتقال: العقد الإبطية ( الغدد الليمفاوية تحت الإبط ) – الرئة – العظام – الكبد –الدماغ .
نوع السرطان: عنق الرحم
أكثر أماكن الانتقال عقد المنطقة – جدار الحوض – المهبل – الأعضاء المجاورة
نوع السرطان: القولون والمستقيم
أكثر أماكن الانتقال عقد المنطقة – الكبد – الرئة .
نوع السرطان: المري
أكثر أماكن الانتقال : الانتقال إلى الجوار – عقد المنطقة – الكبد – الرئة.
نوع السرطان: المعدة
أكثر أماكن الانتقال: عقد المنطقة – الكبد – الرئة – الغشاء البريتوني
نوع السرطان: الكلية
أكثر أماكن الانتقال: الكلية الأخرى –عقد المنطقة – العظام – الرئة – الكبد .
نوع السرطان: الخصية
أكثر أماكن الانتقال عقد المنطقة – الرئة – الكبد
نوع السرطان: المبيض
أكثر أماكن الانتقال الغشاء البريتوني – عقد المنطقة – الرئة – الكبد
نوع السرطان: البروستات
أكثر أماكن الانتقال عقد المنطقة – العظام .
نوع السرطان: الميلانوما
أكثر أماكن الانتقال الرئة – الكبد – العظام – الدماغ .
نوع السرطان: الدرقية
أكثر أماكن الانتقال عقد المنطقة – الرئة – العظام – الدماغ .
نوع السرطان: جسم الرحم
أكثر أماكن الانتقال الأعضاء المجاورة – عنق الرحم – عضلة الرحم


نادي الابداع العربي
nadi8.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الجارحة او التي تحتوي روابط واشهار وسبام ممنوعة منعا باتا