الأربعاء، 24 أبريل 2013

6:24 ص
مداخل الادارة : المدخل الموقفي ومدخل النظم
مدخل النظم: هو المدخل الذي يكون له النظرة الشمولية للأمور، أي أنه أي أنه ينظر للأمور في كلياتها وليس في جزئياتها، وهو يؤكد ويركز على وجود علاقة متداخلة ومعتمدة على بعضها بين الأجزاء التي تنتمي للكل، وعلى ذلك فإن مفهوم النظم يزود الإدارة بمفاهيم تتمشى مع بحوث العمليات التي تعتمد على فُرق العمل، ومع السلوك التنظيمي الذي يربط بين التنظيم الرسمي والتنظيم غير الرسمي، ومع نظم المعلومات الإدارية التي تزود متخذي القرار في أجزاء التنظيم بما يحتاجون إليه وتساعد على ربط أجزاء التنظيم ببعضها. إن مفهوم النظم هو أساساً طريقة للتفكير الشمولي في العمل الإداري، فهو يضع إطارا كاملاً للتعرف على العوامل الداخلية والخارجية المحيطة بالمنشأة، ويساعد الإدارة على التعرف على مدى التعقيد في هذه العوامل وفي الظروف البيئية المحيطة، مما يجعلها على وعي بمدى صعوبة العمل الإداري ومن ثم بذل الجهود لمواجهة الموقف. ومن المهم أن يعرف المدير طبيعة النظم وأن لكل نظام مدخلات ومخرجات وأن المنظمة يمكن النظر إليها كنظام مكون من أجزاء، كما أنها تكون جزءاً من نظام آخر أكبر وهو القطاع الاقتصادي الذي تنتمي إليه، والذي بدوره ينتمي للكل، وهكذا إلى أن يشمل النظام العالمي بأسره (مفهوم العولمة).

 المدخل الموقفي: يعتبر من المداخل المفيدة بدرجة كبيرة في الإدارة بسبب مدخله التشخيصي، فهو يشجع المديرين على تحليل وفهم الفروق بين المواقف المختلفة واختيار انسب الحلول لها، ويؤكد المدخل الموقفي على ضرورة توافق ممارسات الإدارة مع عدة متغيرات رئيسة تشمل البيئة الخارجية، التقنية المستخدمة، العاملين بالمنظمة، وتتوقف الأهمية النسبية لكل هذه المتغيرات على نوع المشكلات الإدارية، فمثلاً يؤخذ بالاعتيار البيئة الخارجية للمنظمة والتقنية التي تعدل الوسيلة المستخدمة لتحويل المدخلات لمخرجات وهي لا تعني فقط الآلات بل تشمل المعرفة والأدوات والأساليب والتصرفات المستخدمة لتحويل المواد الخام إلى سلع وخدمات، وتستخدم بعض المنظمات تقنيات بسيطة بينما تستخدم أخرى تقنيات معقدة، وتُعتبر جوان وادوارد Joan Woodward واحدة من رواد المدخل الموقفي حيث ساهمت النتائج التي توصلت إليها مع مجموعة من الباحثين في إدراك أثر التقنية – متغير موقفي رئيسي- على تصميم الهياكل بالمنظمات، وقد يكون المدخل الموقفي هو المخرج أمام الإدارة بعد التشابك الذي نشأ من تعدد المدارس والمداخل أوائل القرن وحتى أواخر السبعينات، وقد بدأت الحاجة لمدخل جديد (المدخل الموقفي) من رجال الإدارة الذين يمارسون مهامهم في الحياة العملية، والذين لم يجدوا في المدارس والمداخل السابقة حلولاً لكل المشاكل التي يواجهونها، ووجدوا ضالتهم في المدخل الموقفي لأنه يتميز بالمرونة في تطبيقه للأساليب والمبادئ المأخوذة من تلك المداخل الإدارية، كما أنه يؤكد على أن اعتماد المدير على مبادئ مُطلقة يجب أن يتم فقط بعد التشخيص السليم لحقائق الموقف الذي يواجهه.
ناصر الزهراني

0 التعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الجارحة او التي تحتوي روابط واشهار وسبام ممنوعة منعا باتا