السبت، 2 فبراير 2013

3:28 ص
الحب كالشمس
الحب كالشمس
التى لا تشرق فى اليوم الواحد مرتين
وعمرك ليس أكثر من نهار واحد ،
وليل طويل ممتد . .
حين يأتى الحب ،
افتح له على الفور كل نوافذك
وبترحاب شديد ، استقبل أشعته الدافئة ،
واتركها تغمر كل كيانك
لأنها عندما تتلاشى ،
لن تجد سوى الكثير ،
والكثير جداً ،
من الظلمة والبرد .
التاجر والحب
أعرف تاجراً
عندما ناداه الحب رفض النداء
وراح يوسّع ويوسع تجارته ،
حتى صارت مثل التلّ
وفى النهاية ، جلس بجانبه يبكى
عندما سألته مندهشاً :
- كيف يبكى من يملك كل هذه الأموال ؟ !
أجابنى بانكسار :
- أنا على استعداد للتنازل عنها كلها
لقاء لحظة واحدة . . من الحب !
التمثال الأجوف
وصديقى الآخر ،
الذى كان مهووساً بالسلطة ،
ومن أجلها . . داس على قلبه وعواطفه
بل إنه فى غمارها ، تجرد من كل المشاعر الرقيقة
وظل يعلو ، ويعلو . .
حتى وصل إلى قمة هرم كبير
وعندما سألته !
- هل أنت الآن سعيد ؟
أجابنى على الفور :
- أنا مثل تمثال الحديد الأجوف . .
يحسبه الناس قوياً ومتماسكاً ،
لكن الريح تصفُر فيه من الداخل !
الحب يملأ الكون
مَنْ قال إن الحب من اختصاص البشر وحدهم ؟ !
الحب يملأ الكون ،
وتعرفه كل الكائنات ،
لكن العيون الضعيفة لا تراه .
أما إذا بحثت عنه جيداً ،
فسوف تشاهده
فى زرقة البحر عندما يهدأ . .
وتهادى السحاب عندما يتحرك . .
واخضرار الحقول عندما تزدهر . .
وأحياناً فى أشياء دقيقة جداً . .
مثل زهرة تنبت بجانب صخرة فى صحراء !
أو قطة ملونة العينيْن
ترقد بوداعة فى حجر طفلة صغيرة !
الحب بلا حدود
حاول الفلاسفة عبثاً أن يعرّفوا الحب ،
فلم ينجحوا . .
مع أنهم وضعوا تعريفاً لكل شئ
والسبب أن تعريف الشئ يجعله محدوداً
ولأن الحب بلا حدود
ولأنه لا يخضع للقوانين
فقد استعصى على كل التعريفات
وظل حراً طليقاً ، يتجول فى كل الأماكن . .
ويأتى – أو لا يأتى – فى أى زمان . .
قيل عن الحب :
- قوى كالموت !
- طاغية لا يستثنى أحداً . .
- تمساح يرقد على نهر الرغبة !
- لا يعرف القوانين !
- يتكلم بشفاه مغلقة
- يرى الورود بدون شوك
- كله عيون . . لكنها لا ترى !
- يقلل من حياء المرأة ، ويزيد من حياء الرجل
- عار ، لكنه يضع على وجهه قناعاً !
- كلما تعرى كان أقل إحساساً بالبالوجه المضيء
قالت لى امرأة عجوز ،
تمتلك العديد من التجارب :
- لا تأمن للحب ، فإنه مثل الماء فى اليد
تحسب أنك قد أمسكت به ،
بينما هو يتسرب من بين أصابعك !
أحزننى قولها كثيراً
لكنها عادت فخفّفت عنى قائله :
- إذا حدث وحصلت على حفنة منه فى يدك ،
فاغسل بها وجهك على الفور . .
لكى يظل مضيئاً . . طول العمر !
سَكِينة الحب
ونحن صغار . .
كان لنا صديق ،
أحبته عدة فتيات فى آن واحد
ولهذا السبب ، كان يسير بيننا مختالا
أعترف الآن بأننا كنا نحسده
بل إن بعضنا كان يكرهه . .
وكثيراً ما ضايقوه ،
ونصبوا له الفخاخ ، والمقالب
لكنه كان يتجاوز عن ذلك كله ،
بفضل ما كان يتمتع به . . من سكينة الحب !
الحب كالمطر
أستطيع أن أقول : إن الحب كالمطر
ينزل على الأرض المتربة ، فيتركها ساكنة ومطمئنة
كان فى حيّنا شاب ، مفتول العضلات ،
وكان شرساً للغاية . .
كان يغضب لأدنى مناسبة ،
ويتشاجر – كما يقال – مع طوب الأرض !
وذات يوم . . قدمت إلى الحى أسرة ريفية ،
كان فيها فتاة ، غاية فى الحسن ،
ما لبث صاحبنا أن وقع فى حبها . .
أذكره الآن . .
وهو يسعى فى قضاء مصالح الأسرة كلها
ويداعب بعطف بالغ أطفالها الصغار
ولم يعد يتشاجر مع أحد !
وهذا يذكرنى الآن بما قاله فيكتور هيجو :
إن الإنسان عندما يحب . .
يظهر منه الديك ، ويختفى الصقر
إذ ا أنت لم تعشق . .
قرأت فى كتاب " روضة المحبين " لابن القيّم ،
وهو تلميذ العالم الكبير ابن تيمية ،
بيتاً من الشعر ،
ما زلت أذكره ، وأرويه لأصدقائى ،
يقول :
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى
فقم فاعتلف تبناً . . فأنت حمارُ
أى والله . .
قيل هذا البيت ! !
ومع ذلك ، فإننى أود أن أقول لصاحبه :
إن الحمير أيضاً تحبّ !
مقبرة الحب
إذا كان الزواج هو النتيجة الطبيعية للحب
فمن المؤسف . . أنه قد يصبح أحياناً مقبرة الحب
أنا متأكد الآن :
أن مجنون ليلى لم يكن يريد لحبه أن ينتهى بالزواج
والدليل أنه كان يفعل كل ما من شأنه
أن يمنع زواجه من ليلى . .
ومن ذلك ، أنه راح ينشد الأشعار فى حبها
وتقرر عادة العرب – قديماً وحتى اليوم –
أن الأسرة ترفض زواج ابنتها
من الشاب ، الذى يعلن عن حبّه لها !
عذرا لمنع النسخ اذا اعجبتك الصفحة ضعها في المفضلة او اطبعها
نادي الابداع العربي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الجارحة او التي تحتوي روابط واشهار وسبام ممنوعة منعا باتا