التعريف والتطور التاريخي: نتعرض في هذا الفصل للجوانب المختلفة لوظيفة الأفراد في المنظمات كأحد الوظائف الرئيسة لها، والتي لا تقل أهمية عن الوظائف الأخرى كالإنتاج والتسويق والتمويل.
مفهوم إدارة الأفراد ووظيفة الأفراد: كثيراً ما يطلق على وظيفة الأفراد في الهيكل التنظيمي "إدارة الأفراد" ولهذا فإنه من المناسب أن نفرق بدايةً بين مفهومي كل من "وظيفة الأفراد" و "إدارة الأفراد" حيث تعني وظيفة الأفراد : الأنشطة المختلفة التي تمارسها الوحدة التنظيمية المسؤولة عن تدبير القوى العاملة اللازمة للمنظمة كماً ونوعاً وتوقيتاً والمحافظة عليها وتعويضها وتنميتها وتحفيزها إلى آخر هذه النشاطات، إما إدارة الأفراد فإنها تعني: الكيفية التي يتعامل بها كل مدير مع العاملين معه من المرؤوسين ليصل بهم إلى تحقيق الأهداف المنوطة بإدارته.
وعليه فإن وظيفة الأفراد تعتبر إحدى وظائف المنظمة، في حين أن إدارة الأفراد وظيفة كل مدير، أي أنها إحدى وظائف الإدارة، وإن كان التطور التاريخي قد شملهما معاً، الأمر الذي يفسر الخلط بين مفهومها والذي نلاحظه حتى الآن سواءً بين الباحثين أو الممارسين لمجالاتها.
تطور إدارة الأفراد: منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية والرغبة في دراسة ما يطلق عليه العلاقات الإنسانية في تزايد مستمر وذلك لأن الشعور بالحاجة إلى جماعة عمل متخصصة لمعاونة الإدارة التنفيذية لم تنشأ لأول مرة إلا بعد الحرب العالمية الأولى، فقد أحدث العجز في القوى العاملة والحاجة الحيوية للبلوغ بالإنتاج إلى ذروته ضغطاً شديداً على مديري العمليات التنفيذية للمنظمات الأمر الذي أدى لصدور التشريعات والقوانين المتعلقة بتعويض العمالة وخصوصاً في الفترة ما بين 1911م و 1920 م. ومن ثم برزت الحاجة إلى هيئة مساعدة تتولى تحديد الأفراد اللازمين للعمل وترشيحهم له واختيار أفضلهم لأدائه وتلقينهم المبادئ، والأساليب المختلفة والمتطورة لتحسين هذا الأداء، وتدريبهم على استخدام هذه الأاسليب، وقد بدأ البحث عن بعض العوامل التي تؤثر في الطاقة الإنتاجية للعاملين وفي روحهم المعنوية، سواءً كانت مرتبطة بالأجور أو الحوافز أو الأساليب المختلفة لمعاملة العاملين وخصوصاً أثناء الحرب العالمية الثانية في بريطانيا.
ثم انتقل هذا الحبث إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كمان أن تطبيقات الإدارة العلمية والتي أسيء استخدامها وتوجيهها قد عملت وساعدت على خلق قضايا خطيرة كان لا مفر لإدارة الأعمال من مواجهتها، مثل الاضطرابات والمنازعات وتقليل العاملين لإنتاجهم وغير ذلك. ولم تكن الإدارة العليا حتى ذلك الحين تنظر إلى المتاعب الجديدة على أنها تستحق أن تشغلها حيث كانت تنظر إلى وظيفتها نظرة تنحصر في الإنتاج بصفة أساسية، ومن هذا بحثت عن الهيئة المساعِدة المذكورة، إدارة الأفراد، لمعالجة هذه الكثرة المتنوعة من المسائل المثيرة للمتاعب، حتى تتفرغ لهدفها الرئيسي من وجهة نظرها وهو توجيه كل العناية للإنتاج من أجل الجهود الحربية آنذاك. ولم يكن مستشاروا الأفراد مؤهلين أو مدربين، فقد تم اختيارهم لسد الفجوة القائمة آنذاك، ولم تكن هناك دراسات للتخصص في التدريب على شئون إدارة الأفراد، بل قد وصل الأمر لإسناد هذه المهمة للموظفين القدامى أو غير المؤهلين.
وقد أصبح موظفي إدارة الأفراد أثناء الحرب على اقتناع تام بأن بإمكانهم أن يكونوا مصدراً حقيقياً لمعاونة الإدارة التنفيذية بل إن إدارة الأفراد أصبحت جزءاً أساسياً ودائماً في هيكل الإدارة في معظم المنظمات، وإن لم تكن بوجه عام على المستوى الذي ترسم فيه السياسات. وفي فترة الرخاء الاقتصادي في بداية العشرينات من هذا القرن، اتسع مجال العمل التخصصي أمام الأفراد وتفتحت مجالات جديدة تماماً مثل الاختيار والاختبار، وتقييم الوظائف وتحديد فئات الأجور ومنه الحوادث وتدريب العاملين على أسا تخطيط منتظم وكل هذه المجالات كانت سبباً ونتيجة في نفس الوقت لجعل إدارة الأفراد بشقيها – كوظيفة إدارة ووظيفة منظمة – علماً قائماً بذاته يُدرّس بالجامعات بالدول المختلفة.
وقد نمت وظيفة الأفراد بسرعة ملحوظة إلا أن أثارها على العاملين وعلاقاتهم داخل المنظمة لم تكن واضحة تماماً بل كان الأمر كذلك بالنسبة لإسهامها في الطاقة الإنتاجية بالزياة أو تخفيض تكاليف الإنتاج وخصوصاً في فترة الكساد العالمي التي سادت مع أوائل الثلاثينات من هذا القرن، لذك انخفض عدد موظفي إدارة الأفراد كرد فعل لضرورة تخفيض تكاليف المنظمات لأدنى حد ممكن في سبيل الكفاح من أجل البقاء. ولكن منتصف الثلاثينات سهد ارتفاعاً ملحوظاً في مكانة الأفراد كما بدأت طبيعتها الحقيقية ودورها الذي تقوم به في الصناعة يتضح لحد كبير، فقد أصبحت نسبة كبيرة من مديري الأفراد يمارسون عملهم من خلال المهارات التي يكتسبونها بالتدريب إلى جانب عملهم الاستشاري وازداد الاهتمام منذ الحرب العالمية بوظائف مشرفي العمال والإدارة الوسطى والعليا، كما ازداد التأكيد أيضاً على تدريب المستويات الإشرافية منذ ادخل (التدريب أثناء الخدمة) في الصناعة عام 1944 والذي انتشر في اوروبا وأمريكا.
إدارة الموارد البشرية تعريف بها وبمراحل تطورها
رياض الزهراني
مفهوم إدارة الأفراد ووظيفة الأفراد: كثيراً ما يطلق على وظيفة الأفراد في الهيكل التنظيمي "إدارة الأفراد" ولهذا فإنه من المناسب أن نفرق بدايةً بين مفهومي كل من "وظيفة الأفراد" و "إدارة الأفراد" حيث تعني وظيفة الأفراد : الأنشطة المختلفة التي تمارسها الوحدة التنظيمية المسؤولة عن تدبير القوى العاملة اللازمة للمنظمة كماً ونوعاً وتوقيتاً والمحافظة عليها وتعويضها وتنميتها وتحفيزها إلى آخر هذه النشاطات، إما إدارة الأفراد فإنها تعني: الكيفية التي يتعامل بها كل مدير مع العاملين معه من المرؤوسين ليصل بهم إلى تحقيق الأهداف المنوطة بإدارته.
وعليه فإن وظيفة الأفراد تعتبر إحدى وظائف المنظمة، في حين أن إدارة الأفراد وظيفة كل مدير، أي أنها إحدى وظائف الإدارة، وإن كان التطور التاريخي قد شملهما معاً، الأمر الذي يفسر الخلط بين مفهومها والذي نلاحظه حتى الآن سواءً بين الباحثين أو الممارسين لمجالاتها.
تطور إدارة الأفراد: منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية والرغبة في دراسة ما يطلق عليه العلاقات الإنسانية في تزايد مستمر وذلك لأن الشعور بالحاجة إلى جماعة عمل متخصصة لمعاونة الإدارة التنفيذية لم تنشأ لأول مرة إلا بعد الحرب العالمية الأولى، فقد أحدث العجز في القوى العاملة والحاجة الحيوية للبلوغ بالإنتاج إلى ذروته ضغطاً شديداً على مديري العمليات التنفيذية للمنظمات الأمر الذي أدى لصدور التشريعات والقوانين المتعلقة بتعويض العمالة وخصوصاً في الفترة ما بين 1911م و 1920 م. ومن ثم برزت الحاجة إلى هيئة مساعدة تتولى تحديد الأفراد اللازمين للعمل وترشيحهم له واختيار أفضلهم لأدائه وتلقينهم المبادئ، والأساليب المختلفة والمتطورة لتحسين هذا الأداء، وتدريبهم على استخدام هذه الأاسليب، وقد بدأ البحث عن بعض العوامل التي تؤثر في الطاقة الإنتاجية للعاملين وفي روحهم المعنوية، سواءً كانت مرتبطة بالأجور أو الحوافز أو الأساليب المختلفة لمعاملة العاملين وخصوصاً أثناء الحرب العالمية الثانية في بريطانيا.
ثم انتقل هذا الحبث إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كمان أن تطبيقات الإدارة العلمية والتي أسيء استخدامها وتوجيهها قد عملت وساعدت على خلق قضايا خطيرة كان لا مفر لإدارة الأعمال من مواجهتها، مثل الاضطرابات والمنازعات وتقليل العاملين لإنتاجهم وغير ذلك. ولم تكن الإدارة العليا حتى ذلك الحين تنظر إلى المتاعب الجديدة على أنها تستحق أن تشغلها حيث كانت تنظر إلى وظيفتها نظرة تنحصر في الإنتاج بصفة أساسية، ومن هذا بحثت عن الهيئة المساعِدة المذكورة، إدارة الأفراد، لمعالجة هذه الكثرة المتنوعة من المسائل المثيرة للمتاعب، حتى تتفرغ لهدفها الرئيسي من وجهة نظرها وهو توجيه كل العناية للإنتاج من أجل الجهود الحربية آنذاك. ولم يكن مستشاروا الأفراد مؤهلين أو مدربين، فقد تم اختيارهم لسد الفجوة القائمة آنذاك، ولم تكن هناك دراسات للتخصص في التدريب على شئون إدارة الأفراد، بل قد وصل الأمر لإسناد هذه المهمة للموظفين القدامى أو غير المؤهلين.
وقد أصبح موظفي إدارة الأفراد أثناء الحرب على اقتناع تام بأن بإمكانهم أن يكونوا مصدراً حقيقياً لمعاونة الإدارة التنفيذية بل إن إدارة الأفراد أصبحت جزءاً أساسياً ودائماً في هيكل الإدارة في معظم المنظمات، وإن لم تكن بوجه عام على المستوى الذي ترسم فيه السياسات. وفي فترة الرخاء الاقتصادي في بداية العشرينات من هذا القرن، اتسع مجال العمل التخصصي أمام الأفراد وتفتحت مجالات جديدة تماماً مثل الاختيار والاختبار، وتقييم الوظائف وتحديد فئات الأجور ومنه الحوادث وتدريب العاملين على أسا تخطيط منتظم وكل هذه المجالات كانت سبباً ونتيجة في نفس الوقت لجعل إدارة الأفراد بشقيها – كوظيفة إدارة ووظيفة منظمة – علماً قائماً بذاته يُدرّس بالجامعات بالدول المختلفة.
وقد نمت وظيفة الأفراد بسرعة ملحوظة إلا أن أثارها على العاملين وعلاقاتهم داخل المنظمة لم تكن واضحة تماماً بل كان الأمر كذلك بالنسبة لإسهامها في الطاقة الإنتاجية بالزياة أو تخفيض تكاليف الإنتاج وخصوصاً في فترة الكساد العالمي التي سادت مع أوائل الثلاثينات من هذا القرن، لذك انخفض عدد موظفي إدارة الأفراد كرد فعل لضرورة تخفيض تكاليف المنظمات لأدنى حد ممكن في سبيل الكفاح من أجل البقاء. ولكن منتصف الثلاثينات سهد ارتفاعاً ملحوظاً في مكانة الأفراد كما بدأت طبيعتها الحقيقية ودورها الذي تقوم به في الصناعة يتضح لحد كبير، فقد أصبحت نسبة كبيرة من مديري الأفراد يمارسون عملهم من خلال المهارات التي يكتسبونها بالتدريب إلى جانب عملهم الاستشاري وازداد الاهتمام منذ الحرب العالمية بوظائف مشرفي العمال والإدارة الوسطى والعليا، كما ازداد التأكيد أيضاً على تدريب المستويات الإشرافية منذ ادخل (التدريب أثناء الخدمة) في الصناعة عام 1944 والذي انتشر في اوروبا وأمريكا.
إدارة الموارد البشرية تعريف بها وبمراحل تطورها
رياض الزهراني

0 التعليقات:
إرسال تعليق
التعليقات الجارحة او التي تحتوي روابط واشهار وسبام ممنوعة منعا باتا